يسعد مؤسسة رؤيا للثقافة المعاصرة في العراق (رؤيا) أن تعلن عن إطلاق أول قاعدة بيانات للفنانين العراقيين المعاصرين على شبكة الإنترنت اليوم. وتعد قاعدة بيانات رؤيا للفنانين، والمتاحة لكافة مستخدمي الشبكة العنكبوتية، مشروعا بعيد الأمد ودائم التوسع سوف يمثل حجر زاوية في رسالة رؤيا المتجددة والمتمثلة في الترويج لأعمال الفنانين العراقيين المعاصرين على الصعيد الدولي.
وسوف تجمع قاعدة بيانات رؤيا للفنانين وترتب حافظات أعمال لقطاع واسع من الفنانين البصريين العراقيين، سواء ممن يعيشون داخل العراق أو في شتى أرجاء المهجر. ويمثل الإطلاق أول طرح لنتاج المساعي المتواصلة في عمليات الجمع والتوثيق، وكذا الجهد الذي كرسته رؤيا للتواصل مع الفنانين من خلال الرحلات البحثية، وورش العمل، ومختلف مشروعات المؤسسة، كما يمثل استجابة طال انتظارها لنداءات من مختلف أرجاء العراق، بما في ذلك مناطق الموصل والبصرة.
وسوف تعمل قاعدة بيانات رؤيا للفنانين على إنجاز هدفين رئيسين: الأول، توفير منصة للفنانين العراقيين يمكنهم من خلالها توصيل أعمالهم إلى جمهور دولي من المدراء الفنيين، وجامعي الأعمال الفنية، ومحبي الفن، يفيد منها على وجه الخصوص أولئك الذين لا يستطيعون إنجاز ذلك بأنفسهم، لعزلتهم المادية، أو الثقافية، أو المالية، أو الرقمية. وثانيا، السماح للمدراء الفنيين، والجاليريهات والمتاحف بالاطلاع على أعمال العديد من الفنانين العراقيين غير المعروفين خارج البلاد. وسوف تكون قاعدة البيانات متاحة للجميع، بداية بعموم المستخدمين وانتهاء بالمتخصصين في عالم الفن.
وتعني الطبيعة الطموحة لهذا المشروع أن قاعدة البيانات لن تكتمل أبدا، وإنما تعمل المؤسسة على تطويرها يوما بعد يوم لتصبح تمثيلا حقيقيا بقدر الإمكان للتوجهات الفنية العراقية المعاصرة. وفي هذا الصدد، يمثل العدد الكبير من الفنانين المهجرين داخل العراق تحديا إضافيا لرؤيا، إذ تسعى لتعيين الفنانين المعزولين والتواصل معهم.
وسوف تشمل قاعدة بيانات رؤيا مختلف الفنانين ممن يعملون على نطاق واسع من الوسائط، بداية من التصوير، والنحت، والسيراميك- بوصفها التوجهات الكلاسيكية للمدارس الفنية في العراق والتفاعلات المعاصرة مع هذه التوجهات- وحتى فنون الفيديو، والفنون المركبة والفن الرقمي- والتي تمثل التفاعل مع التوجهات العالمية المعاصرة كما يظهر لدى فنانين عراقيين شبان. هكذا، سوف تجلس فنانة فيديو مثل روان المختار جنبا إلى جنب مع فنانة النسيج ضحى الخطيب التي تعيد اختراع تقنيات التطريز التقليدية. كذلك سيكون ثمة تواجد ملحوظ لفناني الفوتوغرافيا، يتناسب مع االموقع القوي الذي تحتله الفوتوغرافيا كوسيط متاح بسهولة ويسر أمام الفنانين العراقيين الشبان. وتعد المصورة جولي عدنان نموذجا على فنانة امتهنت التصوير الصحفي سابقا، ثم أصبحت تمارس التصوير الفوتوغرافي بشكل فني، تجذبها مناطق الصراعات كما تجذبها المزارات التاريخية المقدسة.
ومع هذا التصور الطموح في نطاقه واتساعه، تأمل رؤيا أن تتيح قاعدة البيانات هذه “تاريخا فنيا” للعراق لا يعرفه أولئك الذين تلقوا تنشئتهم الفنية الأساسية بحسب المبادئ الغربية. ففي ظل ما يواجهه التراث الفني العراقي من تدمير مستمر، سوف تعمل قاعدة البيانات أيضا مثل أرشيف من أجل المستقبل، فتسمح باستمرار آثار الغد في الحيز الرقمي.
وتعتزم رؤيا، ضمن خططها المستقبلية لقاعدة البيانات، توسيع نطاقها لتشمل كتابا، وموسيقيين، وصناع أفلام، وغيرهم من ممارسي الفن، بحيث لا تقتصر على الفنون البصرية فحسب.
وقالت تمارا جلبي، رئيس مؤسسة رؤيا:
“قاعدة بيانات رؤيا للفنانين عمل جوهري من أجل الحفاظ على تراث العراق وعلى مستقبله الثقافي. ففي زمن يستشري فيه التدمير الثقافي والفقد الإنساني في العراق، سوف تعمل قاعدة البيانات هذه كحارس يحمي وبوصلة ترشد”.