يسر مؤسسة رؤيا أن تعلن عن إطلاق “دفاتر رؤيا” وهي مبادرة جديدة للنشر التعليمي تصدر عنوانين في العام. في كل دفتر، يختار أحد مشاهير الفنانين أو منظمي المعارض أو النقاد خمسة نصوص قصيرة يراها أساسية للتطوير الإبداعي، ثم تترجم هذه النصوص إلى اللغة العربية، وتكون ترجمتها في أغلب الحالات للمرة الأولى، ويوزَّع الدفتر الصادر بالمجان على دوائر الفن في العراق وبقية الشرق الأوسط. ويهدف المشروع إلى توفير المصادر للمدارس والمجتمعات والأفراد ممن لم يتوافر لهم من قبل قدر يذكر من الاتصال بنصوص فنية . يبدأ إطلاق السلسلة في 19 يناير 2017 في أربيل بالتزامن مع المرة الأولى التي يشهد فيها العراق إقامة معرض “الجمال الخفي” الذي شارك به العراق في بينالي فينسيا 2015.
العنوان الأول في هذه السلسلة هو “مستقبل الفن وقطعه الفنية: ٥ مقالات في الفن المعاصر من اختيار جوناثان واتكنز” ويطبع منه مبدئيا 2000 نسخة، غير أن الهدف النهائي هو إيصال المصدر إلى أكبر عدد ممكن من الناطقين بالعربية. “جوناثان واتكنز” هو مدير جاليري إيكون في مدبنة برمنجهام الإنجليزية وأحد المتعاونين مع مؤسسة رؤيا. وسوف يتضمن دفتره الصادر عن “رؤيا “مقالة كتبها بعنوان “الفن وغاياته” وتليها خمسة نصوص:
١. الفصل الأول من “طرائق الرؤية” (١٩٧٢)، جون بيرجر
٢. “شبكة فوغِل: الشراك بوصفها أعمالا فنية والأعمال الفنية بوصفها شراكًا” (١٩٩٦)، ألفريد غِل
٣. تمهيد لـ” الخريطة والأرض” (٢٠١٠)، ميشيل ويلبيك
٤. “هل سيخرب شديدو الثراء “تيت مودرن” الجديد؟” (٢٠١٤)، ويل سيلف
٥. “نهاية المستقبل” (٢٠١٤)، دانييل باومن و غافن براون
كان الدافع إلى إطلاق دفاتر رؤيا مزدوجا. فالشق الأول يتمثَّل في مهمة مؤسسة رؤيا بأن تقوم بتجسير الهوة بين مناطق الشرق الأوسط المستعرة بالصراعات لا سيما العراق، وبقية العالم. إذ على الرغم مما يسَّره الإنترنت وغيره من الابتكارات التكنولوجية الحديثة من قدرة أكبر على الوصول إلى المعلومات، فإن الوصول إلى النصوص الفنية التعليمية الجيدة في الشرق الأوسط يظل مقيدا بعوامل اجتماعية واقتصادية، ومن أكثر هذه القيود عدم إجادة أية لغة أوربية غربية. أما الشق الثاني فهو أن الدراسة بصفة عامة مقيِّدة في المنطقة، بصورة تمنع أوساط المبدعين من التفكير بحرية دونما رقابة. ومقاومة هذه الأمور تقتضي جملة من التطورات من بينها التوصل إلى الجيد من المدارس والمدرسين، والمناهج الحديثة الناتجة عن بحوث جيدة. ودفاتر رؤيا ترمي إلى الإسهام بطريقة ما في هذه الجهود.
في تمهيد الدفتر الأول تؤكد المؤسسة على أنه:
“قد لفت انتباهنا أن أغلب النصوص المتعلقة بالفن، على اختلافها، غير موجودة بالعربية. وهذا هو الجسر الذي نشيده، دفترا تلو دفتر، في سياق سعينا إلى كبار المحترفين والفنانين والكتّاب العالميين لإشراك الناطقين بالعربية في ما لديهم من معارف وخبرات. هي تجربة. وهي في تقديرنا تجربة مهمة”.
ولقد تنازل عدد من الناشرين والكتّاب بكرم منهم عن أجورهم ليمكّنوا دفاتر رؤيا من الانطلاق. في البداية سوف تطلق مؤسسة رؤيا عنوانين من سلسلة دفاتر رؤيا سنويا. وسوف يكون من بين المشاركين في المستقبل الفنانون هيوا كيه وقادر عطية ومنظمو المعارض ماري موراكسيولي وفينيتيا بورتر وأنيتا زايلاك والمدير الفني لمتحف S.M.A.K. للفن المعاصر فيليب فان كاوتيرين. وسوف تتضمن النصوص المختارة أعمالا لكل من إيريت روجوف وهيتو ستايرل وجاياتري سبيفاك وميخائيل باختين وآخرين. وسوف نعلن عن العنوان التالي في ربيع 2017.